الأحد، 13 يونيو 2010

هكذا قال ابن كينغ.

أذكر – خلال الأيام التي سبقت وفاة الشبكة الليبرالية السعودية - أن الموضوعات المتنوالة لتشريعات الطوائف الإسلامية المختلفة كانت قد ملأت الشبكة و ضيّقت عليها النَفَس و المساحة. المؤسف أن أغلب تلك الموضوعات كانت قد طُرحَت لكل سبب يمكنك عزيزي القارئ أن تأتي به، إلا الإطلاع، طرح الأسئلة، أو النقد المُحترف لمحتوى تلك التشريعات المختلفة، و هذا ما جعل تلك الموضوعات – من وجهة نظري الخاصة – تفتقد إلى المصداقية و الحيادية المطلوبة.

أُغلقَت الشبكة بفعلٍ فاعل، و تفرّق الزملاء، و توزعوا في مُختلف المناطقِ و الأقاليم الافتراضية. مجموعات هم انتشروا في هذا الفضاء الشبكي المعلوماتي. مجموعة هنا و مجموعة هناك، و قد حالفنا الحظ باجتماعنا و الأغلبية من الزملاء في هذه الشبكة الحرة، و التي نتمنى لها التوفيق في مواصلة مسيرة التنوير.

و كما هو معلوم، فإن من المبادئ الليبرالية هي حرية الكلمة و التعبير، و التي يستفيد منها غير الليبراليين قبل الليبراليين أنفسهم، و من أشكال تلك الاستفادة و المنفعة هي ما أصبحنا نراه مؤخراً من محاولة لإحياء ذلك الطابع من الموضوعات ذات الصفة الطائفية الغير احترافية، و هي موضوعات في غالبها تهاجم تشريعات معينة ذات مستوى شخصي في حال التطبيق، و لكن لأن الهدف هو التصفية و التشفي، فإننا نرى تلك الموضوعات نَشِطة و متحركة و مرغوبة من فئة معينة.

إن موضوعات مماثلة لا يُمكن أن ينتج عنها ما يُفيد. إن محصلة تلك الموضوعات اللااحترافية لا تعدو كونها زيادة كم الشحن العاطفي السلبي بين مختلف الفرق و الطوائف الإسلامية، و هذا ما يتعارض مع الفترة الإصلاحية التي نمر بها و التي من مقوّماتها وحدة الوطن و أبناءه، و اتحادهم، و تعاونهم فيما فيه مصلحة هذه البلاد و أبناءها.

هل أنا أدعو إلى حظر طرح موضوعات مماثلة ؟ لا، لا عزيزي القارئ.

طارحوا تلك الموضوعات، مؤيدوها، و المشاركون فيها قد يبررون أطروحاتهم، ردودهم، و تعليقاتهم المؤطرة بالكراهية بـ الكراهية التي يشعرون بها من الطرف الآخر المقابل. بكل بساطة، مواجهة الكراهية بكراهية أشد نكايةً و عداء.

و لكن،

هل مواجهة الكراهية بمثلها هو التصرف الأمثل، المطلوبُ، و المنشود ؟

الإجابة هي : لا. على الأقل بالنسبة لي. كراهية * كراهية = كراهية مضاعفة، بكل بساطة.

لم لا نواجه الكراهية بضدها ؟ لم لا نواجه الكراهية بالحب و الترحيب ؟ أ لا ترى عزيزي القارئ أن الإحسان يستعبدُ القلوب كما يقول الشاعر بما معناه ؟ خصوصاً إذا كنا نتحدث على المستوى أو المسرح الوطني السعودي. الكراهية هي إضاعة للوقت و مُهدرة للعواطف و التي في الغالب لا يَصدق حُكمها.

أتمنى أن نواجه الكراهية بالمحبة و التّقَبل و الترحيب، فإن تجاوزنا ذلك، أتمنى أن نتحد و نتعاون، و أن نلتفت إلى ما يهم فعلاً. هناك مستفيد من خلافاتنا و تضاربنا في بعضنا البعض. هناك من يريد إشغال العامة بتوافه حتى يظفر بالعظائم، و أتمنى أن ندرك ذلك و أن نتداركه و نحن أعضاء في هذه الشبكة الحرة الفتية.

" لا يُمكن للظلام أن يجليَ الظلام. النورُ فقط هو ما يجلي الظلام. الكراهية لا يمكن أن تمحي الكراهية. المحبة هي ما يمكنها عمل ذلك ".

- مارتن لوثر كينغ