الأحد، 20 فبراير 2011

راند، و الموضوعانية اللاموضوعية !


الشخصية التي أود أن تكون مدار حديثي هي لـ آين راند. سيداتي سادتي آين راند هذه كانت كاتبة مقالات و روايات هاجرت من روسيا و استقرت في أميركا، و هي أيضا مشهورة بالتفلسف لما يسمى بـ "الموضوعانية" أو Objectivism، و هي فلسفة يدور حولها لغط كثير في المجتمع الفلسفي حتى أن مدققي الإملائي لا يتعرف عليها !

السيدة راند تعرفت عليها صدفة عندما كنت أبحث في مكتبة الجامعة عن كتاب فلسفي عام، و ظهر لي من خلال نتائج البحث كتاب "الفلسفة : من يحتاجها ؟" Philosophy: Who Needs it? لـ هذه السيدة، و قد عزمت على قراءته و الاطلاع عليه.

بعدها بمدة وقعت على مقطع فيديو للسيدة راند و هي ضيفة في أحد البرامج في أواخر السبعينيات من القرن المنصرم، و قد كان الحوار يدور حول نقاط مختلفة، ثم أتبع ذلك طرح أسئلة من الحاضرين، و قد كان أحد الأسئلة يسأل عن رأي السيدة راند حول السياسة الخارجية الأميركية و موقفها إزاء الصراع العربي - الإسرائيلي.

راند بدأت بالإقرار بأنه "لا أحد يعلم ما الذي يحصل في الشرق الأوسط" قبل أن تقوم بشجب الممارسات الخارجية الأميركية، ثم ما لبثت عن إعلان تأييدها المطلق لإسرائيل. في الحقيقة كنت محبط للغاية و تملكتني الصدمة المفاجئة. إنه من الصعب حقيقة أن تنظر إلى أحدهم بنظرة معينة ثم يحطمها بإظهار العكس، "غلطة الشاطر بعشرة" !

طبعاً، هي حرة باتخاذ أي رأي، و أنا حر في ردة فعلي ما دام أنها على المستوى الفكري و على مستوى الآراء. المشكلة هي في الحقيقة هو في تبريرها و الذي لا أحسبه تبريراً بقدر ما أراه جهلاً "قد أقرت به بداية" و عنصرية من كاتبة، و فيلسوفة للأسف !

تقول : أن رأيها هذا يستند إلى أن إسرائيل دولة متقدمة تكنولوجية مدنية في مواجهة بشر بدائيين متوحشين همج عنصريين لم يتغيروا منذ سنين و يمقتون إسرائيل "لأنها دولة متقدمة صناعيا و تكنولوجيا" ! تقول هذا و أنا مشدوه لكمية المغالطات الواردة.

حسنا، أخاطب روحك هنا سيدة راند اللافانية -كما يرى أفلاطون- و أقول :

1- منذ متى و كان "التقدم المدني/الصناعي/التقني" أساسا يُستند إليه في اتخاذ الأحكام الأخلاقية و حتى أقف مع أحدهم دون آخر ؟ لن أذكر أي أمثلة لأن هذا "اللامنطق" متهالك جدا يا سيدة راند فبإمكان أي قارئ إيراد أمثلة لنفسه لنقض ادعاءك.

2- من قال أن سبب المشكلة هنا هو "تقدم إسرائيل" المحظوظة بديمقراطيتها و نزاهة سياساتها الداخلية و المدعومة بالمليارات الخارجية ؟ سيدة راند : You're missing the point, or trying to! الصراع العربي الإسلامي مع إسرائيل واضح سببه و مسبباته بدون أن أخوض فيه.

إجابتها تلك و مناقشتها متهافتة و متهالكة جداً ! حتى المذيع "انهبل" من إجابتها، و رماها بعدم الموضوعية عندما لم تتسامح و وجهة نظر أحد الحاضرين ممن اختلف معها ! في الحقيقة، أشعر بأني أسرفت في الحبر الإلكتروني لكتابة هذا الموضوع !

هذا المقطع لمتقني الإنجليزية : http://www.youtube.com/watch?v=2uHSv1asFvU

و اعترافاً بالجميل و الموقف الرائع الذي قدمه السيد المذيع، أود أن أشدد على نقطة بالغة الأهمية : الشعب الأميركي (أغلبه) شعب رائع جداً، و أخلاقه عالية و حسنه للغاية، و غالبا ما يكن الشعب في صف حقوق الإنسان و الديمقراطية و التعددية و الحرية. هذه حقيقة و حق علي أن أدلي بها.

طبعا الحكومة الأميركية هي شأن آخر مختلف تماما. حكومة مفرطة جدا بالبراغماتية اللاأخلاقية لدرجة أنك قد تسمع البعض من العامة من الأميركيين يقول : كيف استطاع أحدهم السماح لنفسه بالعمل في السياسة ؟ إنها مجال لاأخلاقي البتة !

فليبارك الرب الشعب الأميركي، و ما زلت عند وعدي لنفسي بقراءة كتاب آين راند فأنا كعربي لستُ كما وصفَتْ قومي !

هناك تعليق واحد:

  1. فلسطيز لم ولن تتاسس عاشت اسرائيل وعاصمتها اورشليم كسمك

    ردحذف